المواضيع الأخيرة
من أجل كوب حليب
صفحة 1 من اصل 1
من أجل كوب حليب
من أجل كوب حليب
سار الطفل متثاقلاً بعد أن أنهكه المشي والبحث عن زبائن
للبضائع التي يحملها في مُلاءةٍ بالية،
وكان يمنِّي نفسه أن يبيع مشطاً أو قدّاحةً أو أيَّ شيءٍ يربح منه ولو جنيهاً واحداً أو جنيهين،
يشتري به (ساندويتش) فول أو طعمية، ليكون غداءه وإفطاره وعشاءه ليومه هذا.
ولكن هيهات، فما من أحدٍ من المارّة أراد شيئاً مما يبيع،
وربما رمقهُ أحدُهم بنظرةِ احتقارٍ واستعلاءٍ وكأنه اقترف ذنباً.
الغريب في الأمر:
أن هؤلاء المارة أنفُسَهم لا يبخلون بمالِهم على من يمد يده متسولاً
وقد يكون شابًّا نافعاً قادراً على العمل،
وربما ينتهي اليومُ بذاك المتسولِ وقد جنى عشرات الجنيهات!
قرر بعد ذلك أن يترك المارّةَ وأن يتوجه إلى الشقق المسكونة، لعله يجد من يشتري..
فاختار إحدى العمارات وقرر أن تكون وجهتَه، وصعد طابقاً بعد طابق،
وقرع باباً بعد باب، وفي كل مرة يقابَل بالزجر والنهر..
حتى بلغ منه التعب والجوع كلَّ مبلغ، ثم توجه إلى الباب الأخير في العمارة،
ولكن هذه المرة ليس ليبيع.. لكن ليطلب شيئاً يأكله بعد أن مزق الجوعُ أوصاله.
اقترب من الباب وقرع الجرس وهو يرتب الكلماتِ التي سيطلب بها هذا الطلب،
يتنازعُه الجوع من ناحيةٍ، والكبرياءُ من ناحية أخرى،
وبينما هو كذلك إذ فُتح الباب وخرجت سيدة شابة ذات ملامح وقورةٍ..
نظرت إليه في ابتسام،
وكانت هذه المرة الأولى التي يبتسم فيها أحدٌ في وجهه منذ أمدٍ بعيد،
وشجَّعَتهُ هذه الابتسامة على طلب الطعام..
فنظر نحو السيدة وقال:
"أريد...".
وهمَّ أن يطلب الطعام، ولكن لم تطاوعه شفتاه أن تُخرج الكلمات،
والسيدة لا زالت تنظر، وكانت قرصة الكبرياء أشدَّ مِن قرصة الجوع،
فلم يملك إلا أن يقول للسيدة:
"أريد أن أشرب...".
كانت السيدة من الذكاء لتعلم أن الطفل لا يريد شراباً،
فهيئتُهُ هيئة من يتلهَّف على كِسرة خبز يسدُّ بها رمقه،
وكانت من الذكاء أيضاً لتعلم أنها لو أحضرت له طعاماً
لجرحتْ كرامته التي يجاهدُ لحفظها..
ثم سارت إلى الداخل وعادت وفي يدها كوبٌ كبيرٌ من الحليب،
وناولته للطفل، فشربه وارتوى، وامتلأت معدته الخاوية،
وغادر وهو لا يعرف على أيِّ شيءٍ يشكرها أكثر:
على حفظ كرامته أم على سدِّ جوعه؟
• • • • •
دخلتْ إلى المستشفى الاستثماري سيدةٌ في العقد الخامس،
تشكو ورماً خبيثاً لإجراء جراحةٍ عاجلةٍ، وقد نصحها طبيبها باللجوء إلى هذا المستشفى
حيث سيجري لها الجِراحةَ الجراحُ الأشهر في البلاد..
أُدخلت السيدة إلى غرفة العمليات، وقبل أن تحقن بالمخدر نظر إليها الجراح
وطمأنها بكلماتٍ رقيقةٍ، ورغم أنّ الكمامة تغطي معظم وجهه
إلاّ أن الأمل والتفاؤل كان واضحاً من عينيه،
وصوته وكان يتحدث إليها وكأنه يعرفها منذ زمنٍ بعيد..
ثم راحت السيدة بعد ذلك في النوم من تأثير المخدر،
واستغرقت العملية ست ساعاتٍ كاملة.
استفاقت السيدة بعد ذلك على تهاني الأهل والأصدقاء بنجاح العملية،
مشيدين بمهارة الطبيب الحاذق، وشكر الجميعُ اللهَ كثيراً على هذه المنة.
الشيء الوحيد الذي أرقها هو تكاليف المستشفى وأجر الجراح،
ومن أين يمكن أن تدفع كل هذا؟
أمرَ الجراح أن تذهبَ إليه فاتورة السيدةِ قبل أن تراها،
ثم أرسلها إليها وكانت هي في غرفتها قد حزمت حقائبها لتستعد للخروج،
وهي في قلق شديد مما ستجد في الفاتورة..
ناولها العاملُ فاتورة العلاج، فوجدتها قد دُفعت ومكتوبٌ عليها بخطِّ اليدِ:
"دُفعتْ بالكامِلِ مِن أجْلِ كُوبِ حليبٍ".
*
*
اصنع المعروف و لو في غير أهله
فصنائع المعروف تقي مصارع السوء
و الله لا يُضيع من صنع معروفا لغيره ابتغاء مرضاته
لا يُضيعه أبدااااااااااا
سار الطفل متثاقلاً بعد أن أنهكه المشي والبحث عن زبائن
للبضائع التي يحملها في مُلاءةٍ بالية،
وكان يمنِّي نفسه أن يبيع مشطاً أو قدّاحةً أو أيَّ شيءٍ يربح منه ولو جنيهاً واحداً أو جنيهين،
يشتري به (ساندويتش) فول أو طعمية، ليكون غداءه وإفطاره وعشاءه ليومه هذا.
ولكن هيهات، فما من أحدٍ من المارّة أراد شيئاً مما يبيع،
وربما رمقهُ أحدُهم بنظرةِ احتقارٍ واستعلاءٍ وكأنه اقترف ذنباً.
الغريب في الأمر:
أن هؤلاء المارة أنفُسَهم لا يبخلون بمالِهم على من يمد يده متسولاً
وقد يكون شابًّا نافعاً قادراً على العمل،
وربما ينتهي اليومُ بذاك المتسولِ وقد جنى عشرات الجنيهات!
قرر بعد ذلك أن يترك المارّةَ وأن يتوجه إلى الشقق المسكونة، لعله يجد من يشتري..
فاختار إحدى العمارات وقرر أن تكون وجهتَه، وصعد طابقاً بعد طابق،
وقرع باباً بعد باب، وفي كل مرة يقابَل بالزجر والنهر..
حتى بلغ منه التعب والجوع كلَّ مبلغ، ثم توجه إلى الباب الأخير في العمارة،
ولكن هذه المرة ليس ليبيع.. لكن ليطلب شيئاً يأكله بعد أن مزق الجوعُ أوصاله.
اقترب من الباب وقرع الجرس وهو يرتب الكلماتِ التي سيطلب بها هذا الطلب،
يتنازعُه الجوع من ناحيةٍ، والكبرياءُ من ناحية أخرى،
وبينما هو كذلك إذ فُتح الباب وخرجت سيدة شابة ذات ملامح وقورةٍ..
نظرت إليه في ابتسام،
وكانت هذه المرة الأولى التي يبتسم فيها أحدٌ في وجهه منذ أمدٍ بعيد،
وشجَّعَتهُ هذه الابتسامة على طلب الطعام..
فنظر نحو السيدة وقال:
"أريد...".
وهمَّ أن يطلب الطعام، ولكن لم تطاوعه شفتاه أن تُخرج الكلمات،
والسيدة لا زالت تنظر، وكانت قرصة الكبرياء أشدَّ مِن قرصة الجوع،
فلم يملك إلا أن يقول للسيدة:
"أريد أن أشرب...".
كانت السيدة من الذكاء لتعلم أن الطفل لا يريد شراباً،
فهيئتُهُ هيئة من يتلهَّف على كِسرة خبز يسدُّ بها رمقه،
وكانت من الذكاء أيضاً لتعلم أنها لو أحضرت له طعاماً
لجرحتْ كرامته التي يجاهدُ لحفظها..
ثم سارت إلى الداخل وعادت وفي يدها كوبٌ كبيرٌ من الحليب،
وناولته للطفل، فشربه وارتوى، وامتلأت معدته الخاوية،
وغادر وهو لا يعرف على أيِّ شيءٍ يشكرها أكثر:
على حفظ كرامته أم على سدِّ جوعه؟
• • • • •
دخلتْ إلى المستشفى الاستثماري سيدةٌ في العقد الخامس،
تشكو ورماً خبيثاً لإجراء جراحةٍ عاجلةٍ، وقد نصحها طبيبها باللجوء إلى هذا المستشفى
حيث سيجري لها الجِراحةَ الجراحُ الأشهر في البلاد..
أُدخلت السيدة إلى غرفة العمليات، وقبل أن تحقن بالمخدر نظر إليها الجراح
وطمأنها بكلماتٍ رقيقةٍ، ورغم أنّ الكمامة تغطي معظم وجهه
إلاّ أن الأمل والتفاؤل كان واضحاً من عينيه،
وصوته وكان يتحدث إليها وكأنه يعرفها منذ زمنٍ بعيد..
ثم راحت السيدة بعد ذلك في النوم من تأثير المخدر،
واستغرقت العملية ست ساعاتٍ كاملة.
استفاقت السيدة بعد ذلك على تهاني الأهل والأصدقاء بنجاح العملية،
مشيدين بمهارة الطبيب الحاذق، وشكر الجميعُ اللهَ كثيراً على هذه المنة.
الشيء الوحيد الذي أرقها هو تكاليف المستشفى وأجر الجراح،
ومن أين يمكن أن تدفع كل هذا؟
أمرَ الجراح أن تذهبَ إليه فاتورة السيدةِ قبل أن تراها،
ثم أرسلها إليها وكانت هي في غرفتها قد حزمت حقائبها لتستعد للخروج،
وهي في قلق شديد مما ستجد في الفاتورة..
ناولها العاملُ فاتورة العلاج، فوجدتها قد دُفعت ومكتوبٌ عليها بخطِّ اليدِ:
"دُفعتْ بالكامِلِ مِن أجْلِ كُوبِ حليبٍ".
*
*
اصنع المعروف و لو في غير أهله
فصنائع المعروف تقي مصارع السوء
و الله لا يُضيع من صنع معروفا لغيره ابتغاء مرضاته
لا يُضيعه أبدااااااااااا
منقول
طاطا- مافياوى شغااال
-
عدد المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 04/11/2009
العمر : 35
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين نوفمبر 30, 2009 12:33 pm من طرف دمعة حزن
» عبر عن حالتك النفسية.....ارجو التثبيت
الإثنين نوفمبر 30, 2009 12:26 pm من طرف دمعة حزن
» :: كل فنان وزوجــته .. وكـل فنانه وزوجهــا ::
الإثنين نوفمبر 30, 2009 12:23 pm من طرف دمعة حزن
» :: قــصـــيــدة مـــحـــشـش لــحــبـيـبـتــهـ ::
الإثنين نوفمبر 30, 2009 8:54 am من طرف طاطا
» :: أداب عـــيد الأضــحى ::
الخميس نوفمبر 26, 2009 2:44 pm من طرف صانع الحب
» (رسائل عيد الاضحي)
الخميس نوفمبر 26, 2009 1:47 pm من طرف نرمين
» عيد مبارك وسعيد علي كل الموجودين إن شاء الله
الخميس نوفمبر 26, 2009 8:19 am من طرف السيد المصري
» لعبه ايه = ايه ...؟
الأربعاء نوفمبر 25, 2009 4:20 am من طرف عاشقة ليالى الصبر
» أهدى كلمة بحبك لأى حد انت عايزوه.....(بحبك)
الأربعاء نوفمبر 25, 2009 4:17 am من طرف عاشقة ليالى الصبر
» :: مـعاك موبايل .. اكيد .. هنعد من 1 : 5 و قولنا مسج من موبايلك ::
الأربعاء نوفمبر 25, 2009 4:16 am من طرف عاشقة ليالى الصبر